من طرف MĬşŞ яøŕỸ السبت فبراير 13, 2010 3:29 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ,,,
وظــائف العشـــر الأواخــــر مـــن رمضـان
فلنستدرك ما مضى من رمضان بما بقى ،
وما تبقى من ليال أفضل مما مضى ،
ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( إذا دخل العشر شد مئزره ، وأحيا ليله ، وأيقظ أهله ))
متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها .
وفي رواية مسلم :
( كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره )
وهذا يدل على أهمية وفضل هذه العشر من وجوه :
أحدها : إنه صلى الله عليه وسلم كان إذا دخلت العشر شدالمئزر ،
وهذا قيل إنه كناية عن الجد والتشمير في العبادة ،
وقيل : كناية عن ترك النساء والاشتغال بهن .
وثانيها :
أنه صلى الله عليه وسلم يحي فيها الليل
بالذكر والصلاة وقراءة القرآن وسائر القربات .
وثالثها : أنه يوقظ أهله فيها للصلاة والذكر
حرصاً على اغتنام هذه الأوقات الفاضلة .
ورابعها : أنه كان يجتهد فيها بالعبادة والطاعة
أكثر مما يجتهد فيما سواها من ليالي الشهر .
وعليه فاغتنم بقية شهرك فيما يقرِّبك إلى ربك ،
وبالتزوُّد لآخرتك من خلال
قيامك بما يلي :
1- الحرص على إحياء هذه الليالي الفاضلة بالصلاة والذكر والقراءة
وسائر القربات والطاعات ، وإيقاظ الأهل ليقوموا بذلك
كما كان صلى الله عليه وسلم يفعل .
قال الثوري :
أحب إلي إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل
ويجتهد فيه ويُنهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك .
وليحرص على أن يصلي القيام مع الإمام حتى ينصرف ليحصل له قيام ليلة ،
يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
(( إنه من صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ))
رواه أهل السنن وقال الترمذي : حسن صحيح .
2- اجتهد في تحري ليلة القدر في هذه العشر فقد قال الله تعالى :
{ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ }[القدر:3].
ومقدارها بالسنين ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر .
قال النخعي : العمل فيها خير من العمل في ألف شهر .
وقال صلى الله عليه وسلم :
(من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه
وقوله صلى الله عليه وسلم [إيماناً]أي إيماناً بالله وتصديقاً بما رتب على قيامها من الثواب.
و[احتساباً] للأجر والثواب وهذه الليلة في العشر الأواخر
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ) متفق عليه .
وهي في الأوتار أقرب من الأشفاع ،
لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان ) رواه البخاري .
وهي في السبع الأواخر أقرب ,
لقوله صلى الله عليه وسلم : ( التمسوها في العشر الأواخر ,
فإن ضعف أحدكم أوعجز فلا يغلبن على السبع البواقي )
رواه مسلم .
وأقرب السبع الأواخر ليلة سبع وعشرين
لحديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال :
( والله إني لأعلم أي ليلة هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
بقيامها هي ليلة سبع وعشرين ) رواه مسلم .
وهذه الليلة لا تختص بليلة معينة في جميع الأعوام بل تنتقل في الليالي
تبعاً لمشيئة الله وحكمته .
قال ابن حجر عقب حكايته الأقوال في ليلة القدر :
وأرجحها كلها أنها في وتر من العشر الأواخر وأنها تنتقل ...
قال العلماء :
الحكمة في إخفاء ليلة القدر
ليحصل الاجتهاد في التماسها , بخلاف ما لو عينت لها ليلة لاقتصر عليها ..
وعليه فاجتهد في قيام هذه العشر جميعاً وكثرة الأعمال الصالحة فيها
وستظفر بها يقيناً بإذن الله عز وجل .
والأجر المرتب على قيامها حاصل لمن علم بها ومن لم يعلم ,
لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشترط العلم بها في حصول هذا الأجر .
3- احرص على الاعتكاف في هذه العشر .
والاعتكاف : لزوم المسجد للتفرغ لطاعة الله تعالى .
وهو من الأمور المشروعة .
وقد فعله النبي صلى الله عليه وسلم وفعله أزواجه من بعده ,
ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت :
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان
حتى توفاه الله - عز وجل – ثم اعتكف أزواجه من بعده )
ولما ترك الاعتكاف مرة في رمضان
اعتكف في العشر الأول من شوال ,
كما في حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين .
قال الإمام أحمد – رحمه الله - :
لا أعلم عن أحد من العلماء خلافاً أن الاعتكاف مسنون
والأفضل اعتكاف العشر جميعاً كما كان النبي صلى الله عليه وسلم
يفعل لكن لو اعتكف يوماً أو أقل أو أكثر جاز .
قال في الإنصاف :
أقله إذا كان تطوعاً أو نذراً مطلقاً ما يسمى به معتكفاً لابثاً.
وقال سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله :
وليس لوقته حد محدود في أصح أقوال أهل العلم .
وينبغي للمعتكف أن يشتغل بالذكر والاستغفار والقراءة والصلاة والعبادة ,
وأن يحاسب نفسه , وينظر فيما قدم لآخرته ,
وأن يجتنب ما لا يعنيه من حديث الدنيا , ويقلل من الخلطة بالخلق .
قال ابن رجب :
ذهب الإمام أحمد إلى أن المعتكف لا يستحب له مخالطة الناس ,
حتى ولا لتعليم علم وإقراء قرآن ,
بل الأفضل له الانفراد بنفسه والتحلي بمناجاة ربه وذكره ودعائه ,
وهذا الاعتكاف هو الخلوة الشرعية .
(( صيد الفوائد ))